You are currently viewing مايكروسوفت تغادر باكستان بعد 25 عاماً
مايكروسوفت تُنهي وجودها المباشر في باكستان

مايكروسوفت تغادر باكستان بعد 25 عاماً

لماذا غادرت مايكروسوفت؟


في تطور مفاجئ يؤشر على هشاشة بيئة الأعمال في باكستان، أعلنت شركة مايكروسوفت رسمياً عن إنهاء وجودها المباشر في البلاد بعد 25 عاماً من التواجد المستمر، ضمن خطة لتخفيض العدد العالمي للموظفين التي طالت نحو 9,000 وظيفة حول العالم (moneycontrol.com).

1. إعادة هيكلة عالمية

تأتي خطوة الإغلاق ضمن خطة شاملة أطلقتها الشركة التي هدفت إلى تقليل 4% من القوة العاملة العالمية، أي حوالي 9‑9,100 ألف وظيفة (ndtv.com).

2. التحول إلى نموذج شركاء الخدمة

أوضحت مايكروسوفت أن الإغلاق لن يترك أثرًا على العملاء، إذ ستواصل دعمهم عبر موزّعين وشركاء محليين وبنى تحتية إقليمية (خاصة من أوروبا، وإيرلندا تحديداً) .

3. عوامل اقتصادية وسياسية

تشير التقارير إلى أن الصعود الحاد في معدلات التضخم، وتقلّص الاحتياطيات، والتقلبات السياسية المتكررة، والعوائق في استيراد التكنولوجيا والضرائب غير الثابتة كلها عوامل أثّرت سلباً في قرار الشركة (businesstoday.in).


ما تأثير هذا القرار على باكستان؟

  • رمزية كبيرة: على الرغم من أنه طاول خمسة موظفين فقط، إلا أن إغلاق المكتب يعد علامة قوية على تراجع ثقة الشركات العالمية في الاستقرار البيئي الباكستاني .
  • تراجع الاستثمار والشراكة: يثير خروج مايكروسوفت قلقاً حول مستقبل جذب الاستثمارات التقنية، خاصة بعد فرص كانت قريبة من التحقّق (مثلما حدث في فبراير 2022 حين كانت خطط للاستثمار قيد المناقشة بين بيل جيتس ورئيس الوزراء آنذاك) .
  • هجرة الكفاءات: إذ يتوجّه نخبة المهندسين والتقنيين نحو أسواق أجنبية بحثاً عن بيئة مستقرة وفرص أفضل، ما يزيد من تفاقم أزمة “نقص المواهب” 🇵🇰.

آراء قيادية وأطراف معنية

  • الرئيس الأسبق عارف علوي: وصف خروج مايكروسوفت بأنه “إشارة مقلقة لمستقبل اقتصادي مظلل”، واستعاد لحظة كان فيها بيل جيتس يضبط فعاليات استثمار ضخمة لم تصنع طريقها إلى التنفيذ .
  • جوّاد رحمن (أول مدير لشركة مايكروسوفت في باكستان): وصف القرار بأنه “إشارة مروعة” عن بيئة أفقدت الثقة المؤسسية، ودعا الحكومة إلى تأسيس استراتيجيات مؤشرية واضحة لجذب الاستثمارات التقنية .
  • وزارة تكنولوجيا المعلومات: قللت من الحدث، مؤكدين أن النموذج الجديد “شركاء+سحابة”، هو نتيجة طبيعية لتحول عالمي نحو SaaS، وليست انسحاباً من السوق .

الدروس المستفادة والمستقبل

  1. إصلاحات بيئية ضرورية
    يجب تحسين الاستقرار الضريبي، وتقليص الفساد الإداري، وتسهيل عمليات الاستيراد لإعادة جذب الشركات العالمية.
  2. التحول الرقمي بوصلتها الصحيحة
    لا يُعَد خروج مايكروسوفت نهاية؛ بل فرصة لإشعال نقاش وطني حول بناء “بنية تحتية رقمية عامة” قوية تستند على بيانات الهوية الرقمية ومحفّزات للمبتكرين .
  3. ضرورة تعزيز الشراكات المحلية
    مع بقاء السوق، حان الوقت لتعزيز أدوار الشركات المحلية في ربط المصنعين العالميين بفئات الأعمال الصغيرة والمتوسطة حتى لا يتكرر النمط.

خلاصة

ختاماً، مغادرة مايكروسوفت المباشرة من باكستان بعد 25 عاماً ليست مجرد قصة فنيّة تقنية، بل انعكاس لواقع مليء بالتحديات الاقتصادية والسياسية. قرار الشركة، رغم كونه جزءاً من سياسة عالمية، يمثل بطل تهديد للثقة الاستثمارية الجديدة. ومع ذلك، يبقى الأمل في أن يثير هذا التحول وعي الحكومة وأصحاب القرار ويحرك عجلات إصلاحات جذرية تسهم في إعادة التنافسية الرقمية لباكستان وتمنع تكرار مثل هذه المسارات في المستقبل.