بكين – (وكالات)

في خطوة تعزز المنافسة المتصاعدة في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة بايدو (Baidu)، العملاق التكنولوجي الصيني، عن إطلاق سلسلة جديدة من نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، والتي تتميز بأسعار تنافسية تهدف إلى جذب المزيد من المستخدمين، خاصة في الأسواق الناشئة. وتأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية بايدو لمنافسة النماذج الرائدة الأخرى مثل DeepSeek وغيرها من الشركات العالمية التي تسعى إلى الهيمنة على مجال الذكاء الاصطناعي.

تفاصيل النماذج الجديدة

وفقًا للإعلان الرسمي، فإن النماذج التي أطلقتها بايدو تعتمد على تقنيات متطورة في معالجة اللغة الطبيعية (NLP)، وتحليل البيانات الضخمة، والتفاعل مع المستخدمين بطرق أكثر ذكاءً ودقة. وتم تحسين هذه النماذج لتقديم أداء عالي الدقة مع استهلاك أقل للموارد، مما يجعلها أكثر كفاءة من حيث التكلفة مقارنة بالمنافسين.

من بين الميزات البارزة في النماذج الجديدة:

🔹 تحسينات في الفهم السياقي للنصوص، مما يجعل التفاعل مع المستخدم أكثر سلاسة وذكاء.
🔹 قدرات تحليل متقدمة للبيانات الضخمة، مما يسمح باستخدامها في قطاعات مثل التجارة الإلكترونية، والرعاية الصحية، والخدمات المالية.
🔹 دعم متعدد اللغات، ما يجعلها أكثر ملاءمة للأسواق العالمية، وليس فقط للسوق الصينية.
🔹 كفاءة طاقة محسنة، مما يعني استهلاكًا أقل للطاقة عند تشغيل النماذج على السحابة أو الأجهزة المحلية.

بايدو ومنافستها مع DeepSeek

تُعد DeepSeek إحدى الشركات الناشئة التي برزت مؤخرًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أطلقت عدة نماذج تنافسية تركز على تقديم حلول ذكاء اصطناعي عالية الجودة للشركات والأفراد بأسعار معقولة. وقد دفع نجاح DeepSeek الشركات الكبرى، بما في ذلك بايدو، إلى تسريع تطوير نماذجها الخاصة لمواكبة التحديات الجديدة.

تهدف بايدو من خلال هذه الخطوة إلى توسيع حصتها في سوق الذكاء الاصطناعي، وجذب عملاء جدد من قطاعات متنوعة، خاصة تلك التي تبحث عن حلول فعالة من حيث التكلفة دون التضحية بجودة الأداء.

استراتيجية بايدو في الذكاء الاصطناعي

لطالما كانت بايدو من الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق، حيث استثمرت مليارات الدولارات في تطوير مراكز أبحاث متخصصة، وتعاونت مع جامعات ومؤسسات بحثية عالمية.

ويُعد إطلاق هذه النماذج جزءًا من خطة بايدو طويلة المدى لتعزيز وجودها في سوق الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى إلى دمج تقنياتها الذكية في محركات البحث، وتطوير مساعدين افتراضيين أكثر ذكاءً، وتحسين منتجاتها الخاصة بالسيارات ذاتية القيادة والروبوتات.

كما تتوقع الشركة أن تسهم هذه النماذج في تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات جديدة مثل الترجمة الفورية، وتحليل البيانات الطبية، وإنشاء المحتوى التلقائي، مما يفتح أفاقًا واسعة أمام المؤسسات والمطورين للاستفادة من هذه التقنيات.

مستقبل الذكاء الاصطناعي في الصين والعالم

مع تزايد المنافسة بين الشركات الصينية والعالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، يُتوقع أن نشهد خلال السنوات المقبلة ابتكارات جديدة في هذا القطاع، وانخفاضًا في أسعار نماذج الذكاء الاصطناعي، مما يجعل التكنولوجيا في متناول عدد أكبر من المستخدمين.

ويُعد هذا التوجه جزءًا من الاستراتيجية الصينية لتعزيز مكانتها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي، حيث تعمل شركات مثل بايدو، وهواوي، وعلي بابا، على تسريع وتيرة الأبحاث والتطوير لمنافسة عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين مثل OpenAI، وGoogle DeepMind، وAnthropic.

مع استمرار التطورات في هذا المجال، يبقى السؤال: هل ستتمكن بايدو من التفوق على DeepSeek ومنافسيها الآخرين، أم أن السباق نحو الذكاء الاصطناعي لا يزال مفتوحًا لمزيد من المفاجآت؟